لو كنت فقط أعلم

أحببته

أجل أحببته

وأحببت معه حياتي

أدركت كيف الحب يكون

ليس هو ذلك الإعجاب اللحظي الذي سرعان ما يتلاشى باختفاء مسببه لكنه ذاك الإعصار الهادر العاصف بكل المفردات القاتل لكل الأحقاد والضغائن

كنت دائماً أردد شعارات الكرامة والشخصية المستقلة

لكني حين أحببته أدركت أن لا شخصية مستقلة في الحب

إنه اندماج مذهل يجمع بين روحين في لقاء يسمه النقاء

هو أعطاني الأمل في حياة أفضل نكون فيها معاً

نحارب الظلم والجهل

نسمو فلا يعلو فوقنا ارتقاء

نتحرك فيها روحاً واحدة لا تشوبها انفصال

ثم

فجأة

ذهب عني

لم يبرر

لم يحاول حتى أن يتحدث

فقط ذهب

ليتركني تائهة

لاأملك حق الرجوع إلى ذاتي بلا فهم

سرق عقلي

وتركني

وحدي

بلا عقل

لا أحمل إلا تساؤلاتي

وجنوني اللحظي

أردت أن أذهب إليه

أن أرجوه

أن أظل تحت قدميه

لكنها تلك العابثة

كرامتي...........

إنها لا تدرك مقدار حبي وجنوني

تدفعني للتراجع

أرجوها

أتوسل إليها أن تمنحني المبرر للرجوع

أن تتركني أعود إليه

لكنها تثيرني

تذكرني بكل ما آمنت به قديماً

بكل مبادئي وأفكاري

تدفعني لأن أكون أنا

وأنا فقط

.................

هل أطيع كرامتي ؟

وأفقده؟!.................

أي كرامة قد تشتري لي حبه

أكرهه

أكره ما فعله بي

كل تلك الحيرة

كل ذاك الضعف

هو فعلها

وهو من عليه الإصلاح....

.....................

أتمنى قتله..

إنه لايدرك أني لن أسمح له بالحياة دوني

هو قتل قلبي

هو أصابه بذاك الشرخ

أصبح قلبي علي يديه زجاج هش

لا هو ينكسر فأبدله

ولا هو سليم يحتمل الإصابات

هو شرخه

ولا أملك إلا أن أزينه من الخارج

كي لا تفضحه الأعين

فمن كانت دائماً في قوتي

لا يحق لها الضعف

أو الإنكسار

................

سأحيا دونه

لن أموت

قلبي هو الميت

هو قتيله المغدور

وسأحيا

...

كجثة أحيا

كقاتلة أخرى

للقلوب

لن أعبث بقلب أحد

لكني لن أستجيب لقلب أحد

وسأحيا

......................

أتعلم .........؟؟؟

قد كنت أنت كمن مر بفناء حديقتي

يأمل في اقتطاف تلك الثمرة المدلاة على الشجر

تحاول اقتحام النوافذ

تسعى لاقتحام قلبي

لكني عندما فتحت لك الأبواب

أدرت وجهك أنت

ابتعدت

ها أنا أفتح لك الأبواب

فلتعبر

لكنك دوماً ما أردت

أن تقتحم

أن تسرق تلك الثمرة

ورحلت أنت

رحلت من فنائي

ومن حياتي

أصبحت مجرد رجل قد مر

.................

لن أبكيك

لن أسعى كي أراك

وستأتي

بعدما أغلقت أنا فنائي

لكني لن أسمح لك بالعبور مجدداً

لن ترى من فنائي إلا الطلل

وسأنعى قلبي لقلبي

وسأنعى كل تلك اللحظات الرائعة التي حلمت أني أحياها معك

ربما لم تعلم مقدار حبي لك

لكنك تعلم

تعلم أني كنت لك

وأكرر _كنت_

وداعاً لك عزيزي

..................

أعدك أن لن ترى دموعي

ولن ترى ذاك الاحساس في عيوني

لن ترى شرخ قلبي

فقد أجدت اخفاؤه

ولترحل أنت بجرحك _هذا إن كنت جرحت بالفعل_

أو فارحل بجرح كبريائك لرفضي لك

ارحل على أي حال

فقط ...

ارحل