صباحه.....مركزي

أول أيام الدراسة

تثاؤب عميق هزني من الداخل

أتثائب كأي سلعوة _محترمة_وأكتشف _إني لازم أقوم أروح الكلية

زفرة من أعمق أعماقي ، والأوف المحترمة التي تليق بطالبة/سلعوة محترمة برضه

""يااااااااه"سأعود للدراسة مرة أخرى

أكلم صديقتي

"صباح الخير ياقمر يللا عشان نروح المخروبة"_

"لازم يعني"_

"أيوة طبعاً عشان نكون أعضاء نا فعين في البلد ونلعب بالفلوس لعب أول ما نتخرج

_"لا ياشيخة"

_ "صدقيني حاولي تقنعي نفسك بكده عشان نقدر نروح

"بصي أنا هاجيي بس عشان الصبح أساساً ما بيبقاش في حاجة في التلفزيون غير برامج الطبخ

"اكويس المهم تلاقي دافع تيجي علشانه

"أوكي نتقابل الساعة ثمانية

"ماشي ، سلام"

وهكذا لبست وتعمدت ألا ألبس هدومي الجديدة

لأن البنات زي ما يكونوا فاكرنها دفيليه لعرض أحسن ما عندهم

وبالتالي فأنا أرفض هذا الأسلوب

لو أطول أنزل من غير ما أغسل وشي

هأعملها

المهم ، قعدت أدور على البالطو_يا ترى أنا رميته فين آخر مرة_

بعد البحث لقيته مرمي تحت الكرسي

بداية طيبة، البالطو مبقع وممرمط

"طز، برضه هأفضل متفاءلة"

مشيت في الشارع وتعمدت ألا أنظر إلى أي أحد

_كفاياني ذنوب حتى لو غصب عني

منظر البنات في الشارع ينرفز _مش مهم_ برضه مش هتضايق

و...................

إيه ده

"أصطبحنا واصطبح الملك لله"

لقيت _خير اللهم اجعله خير_ تلات عربيات أمن مركزي مسنترة قدام بوابة الجامعة

"أأأأه ه ه ه"

بصراحة هي كانت ناقصة عشان اليوم يبقى زي الفل

وكالعادة بقى

مشيت أكلم نفسي

ياترى إيه اللي موقفهم هنا النهاردة ، ده حتى الناس لسه بتسمي وتقول ياهادي

ولم أنسى_بالطبع_ وأنا أحادث نفسي أن أعبر إلى الجهة الأخرى بعيداً عن عربات الأمن المركزي كي أنجو من التعليقات السخيفة التي يتحفنا بها رجالات الأمن

ياترى جالهم أي إخبارية إن هيحصل شغب في الجامعة

بصراحة

عمري ما شفتهم واقفين إلا إذا كان ما فيش حاجة في الجامعة

يمكن وصلهم علم بحاجة إحنا ما نعرفهاش

وقعدت أتعجب ،فإذا بسيدة تمر من جانبي تبسمل وتحوقل

وتلعن كليات الطب التي "على حد تعبيرها"تسحل الطلبة

ههههههههههههههه

ده قصدها علي أنا

بصيتلها وضحكت

فلقيت عنيها بتلمع بالدموع

يالهوي ، هو أنا حالتي متدهورة للدرجة دي

المهم مضيت في تساؤلاتي حول الأمن المركزي

مش مهم المظاهر

"المظاهرممممممممممم"

لوحت عيني لأرى أحد هؤلاء المجندين _البواسل_

شاب غلبان أسمر واقف في الشمس لحد ما نقرته

كدت لمشهده أن أبكي

إنه مجرد جندي غلبان لا يفقه في حياته العسكرية سوى أن طاعة أوامر قائده فوق أي اعتبار

الحالة الاجتماعية؟

طبعاً زفت وقال إيه اللي رماك على المر قال اللي أمر منه

شكله فكرني بأحمد زكي في فيلم البرئ

اللي هيجنني مين المستفيد من لطعتهم كده في الشمس

ماهو زي المتظاهرين ما هم مصريين غلابة

برضه هم كمان مصريين أكثر غلباً

جريت على الكلية بسرعة

وسألت العيال

"هو فيه مظاهرات طالعة النهاردة؟"

زميلة

"ليه هو في حاجة في فلسطين؟

نظرت لها ببتسامة واسعة

"لأ كله تمام والأمن مستتب

واستدرت إلى صديقتي الأخرى

"هما هيطلعوا مظاهرات عشان ابراهيم عيسى ولا عشان القيادات الاخوانية المحتجزة؟!؟

"لا ده ولا ده، ما فيش إي مظاهرات طالعة النهاردة"

"إزاي يابنتي والأمن اللي عاملين فيها عاصفة الصحراء بره الجامعة دول إيه؟

"يا ستي يمكن بيفسحوهم"

يا للمهزلة

من المسئول عن تلك الطاقة البشرية المهدرة؟

وكيف نعمل تحت قيد من الخوف الدائم؟

والسؤال

"كيف نحيا؟"

أتت صديقتي من بعيد تضحك

"إنتوا لسه قاعدين المحاضرة الأولى بدأت وخلصت من زمان صباح الخير

رددت

"لأ"

" صباحه مركزي "